سمعت قبل كده مقولة ان الأطفال بتشوف وبتسمع اللي احنا ولا بنشوفوا ولا بنسمعه ، انا برضه سمعت كده ، سمعت ان الاطفال لو دخلوا مكان فيه حاجة احنا مش بنشوفها ، هما بيشوفها عادى وكأنهم عايشين عادى معاهم ، احنا ممكن نحس بيهم ، لكن منشوفهمش ، يعني لو مكان او بيت مسكون بالجن والعفاريت ، وفي اطفال في المكان ده ، هتحس او هتلاقيهم مش مرتاحين ، لانهم شايفين حاجات احنا مش شايفنها ، من غير ما اطول عليكم خليني احكيلكم حكايتي بالتفصيل ، انا سامر الحجار ، اسمنا كان معروف شوية ، مكنتش عايز اقول اسمي الحقيقي ، وانا فعلا مش ده اسمي الحقيقي ، بس اسمنا كان معروف برضه ، انا اصغر واحد في اخواتي ، المهم ان بابا كان بيملك مال ونفوذ وشركات ، يعني من الاخر راجل اعمال كبير ، اخواتي كانوا ماسكين شغل الشركات مع بابا ، بس انا الوحيد اللي مكنتش حابب شغل الشركات ، ولا اى شغل بصراحة ، لاني كنت متدلع شوية ، بخرج اسهر براحتي ، بسافر واتفسح ، يعني كنت عايش حياتي من الاخر ، و ده كان عاجب بابا يعني ، لكن مكانش عاجب اخواتي ، بابا تعب اوى ، وقعد فترة تعبان وبعدها اتوفي ، الوقت اللي اتوفي فيه بابا ، كنت انا ساعتها في الجونة ، عرفت الخبر تاني يوم ، ومش من اخواتي ، كان من المحامي بتاع العيلة ، قالي ان بابا اتوفي ، وان لازم اكون موجود عشان اعلان الوراثة ، وبالفعل اخدت بعضي ورجعت من الجونة ، كنت حزين جدا بوفاة بابا ، لان هو كان احن واحد عليا ، مكنتش عارف مين بعدوا هيكون حنين عليا زيه ، لما دخلت البيت ، كانوا اخواتي متجمعين ، ومحامي العيلة كان موجود ، اخويا الكبير و ده كان اسمه نادر ، اتكلم وقال ” اهو البيه شرف ” ، المحامي قال ” كويس ان جيت في الوقت الحالي يا سامر ” ، مد ايده ناحيتي ، كان فيها ورقة ، وقال ” ده ورثك يا سامر .. الفيلا اللي في الاسكندرية .. ابسط يا عم خلاص بقيت ملكك وبأسمك ” ، رديت وقولت بتعجب ” هو احنا عندنا فيلا في اسكندرية !؟ ” ، رد عليا اخويا الكبير واللي هو نادر ” اه يا سيدي عندنا .. بس كانت مقفولة ومحدش بيروحها ” ، رديت وقلت ” ليه ! ؟ ” ، نادر بص لباقي اخواتي وهوفي حالة من التوتر ، واخواتي الباقيين كمان بان عليهم التوتر لما ما سمعوا سؤالي ده ، نادر بص وقال ولسه التوتر موجود ” معرفش .. يمكن ابوك كان عايز كده ” ، معرفتش كل واحد اخد كام ورث ولا اخد ايه ، بس اكيد كل واحد اخد شئ وشويات من اللي عند بابا ، دا غير الملايين اللي بيملكها بابا ، والفنادق والفلل والشركات ، كله ده ، و انا اخدت الفيلا اللي محدش يعرف عنها حاجة دى ! ، قام المحامي وقال استئذن بقي ، المحامي مشي ، اخويا قرب عليا وقال ” ياريت تعقل بقي وتيجي تشتغل معانا ؟ ” ، رديت عليه وانا بقول ” قولتلك كام مرة انا مليش في شغل الشركات ده ” ، رد نادر وقال وعلي وشه وملامحه الغضب ” خلاص براحتك .. شوف مين يأكلك ويشربك .. يتكون فاكر اننا هنصرف عليك ” ، اختي كملت علي كلام نادر وقال ” كل واحد فينا متجوز وعند عيال ومحتاجين مصاريف .. يعني مش هنصرف عليك انت كمان ” ، اختي قالت كلامها ده ومشيت ، واخويا نادر قال قبل ما يسبني ويمشي ” ده مفتاح الفيلا .. شوف بقي هتعمل ايه .. ولا هتفضل قاعدلي هنا وانت عندك فيلا !” ، معني كلام اخويا انوا كان بيطردني بس بالطريقة ، لا بالطريقة ايه ، دى كانت واضحة زى الشمس انوا بيطردني ، اخدت عربيتي وطلعت علي اسكندرية ، كلمت نادر عشان يوصف ليا المكان ، وبالفعل وصف ليا المكان ووصلت ، كانت فيلا ملفوف حواليها سور طبعا ، الباب بتاع السور كان متسلسل بسلاسل قديمة و مصدية جدا ، وكأنها بقالها مية سنة متفتحتش ، فتحت الباب بصعوبة ، بعد ما جبت زيت عشان يلين مكان المفتاح ، لانوا كان مصدى جدا زى ما قولت ، الفيلا كان شكلها حلو مش وحش ، بس مكانتش نضيفة خالص ، التراب كان مغطيها من برة ، كان في حمام سباحة ، كان في ميه ، بس كانت معكرة ، لون الميه كان بوني ، دخلت الفيلا ، بصراحة حسيت بقبضة نفس شديدة او ما دخلت ، مش عارف من التراب اللي في الفيلا ولا ايه ! ، بس رغم ان الفيلا مفيهاش صنتي متر الا وفي تراب ، لكن القبضة اللي حسيت بيها دى مكانتش من التراب خالص ، الفيلا من جوا كانت شبه القصر ، كانت واسعة وكبيرة ، بس اماكن كتيرة كان فيها شباك العنكبوت ، و ده كان طبيعي انوا يكون موجود ، لكن اللي خرج من جوا الفيلا مكانش طبيعي .. يتبع
رواية قطرات من الحب الفصل السادس